الاسلام والعلم
انطلاقا من الفلسفة المادية؛ متى تبدأ حياة الطفل: من لحظة اخصاب البويضة أم بعد ذلك؟
متى يكون الجنين بشرا له حق الحياة، ولا يجوز الاعتداء على هذا الحق وهذه الحياة؟
ومتى يكون مجرد نفاية من مخلفات الأسلاف السابقين -من الديدان والأسماك والبرمائيات والزواحف والثدييات- يجوز إجهاضه والقضاء على حياته والتخلص منه؟
وماذا عن نهاية الحياة؟
هل يمكن اعتبار هؤلاء المحرومين من الوظائف العليا للمخ -مثل التفكير والذكاء- أشخاصا؟
بغض النظر عن كون سائر الأعضاء والأجهزة الحيوية تعمل بانتظام، وبغض النظر عن كون عملياتهم الحيوية تعمل بصورة تلقائية؟
أم أنهم أشياء يجوز القضاء على حياتهم عن طريق حقنة سامة ثم إزالة الأعضاء المطلوبة للانتفاع بزراعتها؟
الفرق بيننا وبينهم؛ ليس حول العلم كمعطيات ومشاهدات وتجارب، لكنه حول نقطة البداية نفسها؛ الذهنية المادية التي تقوم بتفسير هذه المشاهدات والتجارب.
نحن كمسلمين -نؤمن بالله وصفاته وأفعاله- لا ننظر للعلم ومعطياته نفس النظرة التي ينظرها الماديون، لذلك لابد أن نعي جيدا الفرق بيننا وبينهم، ونعي أنه ليس قضية هامشية، بل هو في صميم العلم والانتفاع به، خصوصا إن كانت نتائج العلم يتم الترويج لها بين المسلمين على أنها تؤيد الإلحاد وتدعو إليه، وصار العلم مطية للانتهازيين من الملاحدة الذين يريدون أن يروجوا بضاعتهم الكاسدة على ضعاف العقول وقصيري النظر، فيقال لهم إن العلم ينفي وجود الله يثبت بطلان الأديان ويرسخ الفوضى والعشوائية ويدعم نظرية التطور، فيقع الأغرار في الفخ وهم مساكين خدعتهم زخارف الباطل وزينته…
هذا البحث، بالإضافة إلى تناول أشهر القضايا المتداخلة بين الإسلام والعلم، يهدف في الأساس لمحاولة فهم سبب هذا الاختلاف في الأصل، وجوهر الفرق بيننا وبينهم، ومن ثم عرض
مقاربة منهجية للتعامل معه.
الاسلام والعلم
Reviews
There are no reviews yet.