حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي
على شرح الإيضاح في مناسك الحج

الحج أحد أركان الدين ومن أعظم الطاعات لرب العالمين، وهو شعار الأنبياء وسائر العباد الصالحين، هذا وإن من أهم
الأمور بيان أحكامه، وإيضاح مناسكه وأقسامه، وذكر مصححاته ومفسداته وواجباته وآدابه ومسنوناته وسوابقه ولواحقه
وظواهره ودقائقه وبيان الحرم ومكة والمسجد والكعبة وما يتعلق بها من الأحكام وما تميزت به عن سائر بلاد الإسلام.

وقد جمع الإمام النووي كتابه هذا مستوعباً لجميع مقاصدها، مستوفياً لكل ما يحتاج إليه من أصولها وفروعها ومعاقدها، وضمنه
من النفائس ما لا ينبغي لطالب الحج أن تفوته معرفته ولا تغرب عنه خبرته، غير مقتصر فيه على ما يحتاج إليه في الغالب
بل ذاكراً فيه أيضاً ما قد تدعو إليه حاجة الطالب بحيث لا يخفى عليه شيء من أمر المناسك في معظم الأوقات، ولا يحتاج
إلى السؤال لأحد عن شيء من ذلك في أكثر الحادثات، وقصد الإمام النووي منه أن يستغني به صاحبه عن استفتاء
غيره عما يحتاج إليه في أمور ومناسك حجه.

ويقول الإمام النووي عن كتابه هذا: “وأرجو ألا يقع له شيء من المسائل إلا وجد فيه منصوصاً عليه وأحذف الأدلة في معظمه
إيثاراً للاختصار وخوفاً من الإملال بالإكثار، وأحرص على إيضاح العبارة وإيجازها بحيث يفهمها العامي ولا يستتبعها الفقيه
لتعمّ فائدته وينتفع به القاصر والنبيه”.

ونظراً لأهمية هذا الكتاب قام علماء السلف بالاعتناء به والاشتغال عليه فهم الإمام ابن حجر الهيثمي الذي وضع له هذه
الحاشية (حاشية العلامة ابن حجر الهيتمي) لشرح ما استغلق على الأفهام، وزيادة في الفائدة لمن أراد
الوقوف على مناسك الحج وما يتعلق به من أحكام.